فصول الكتاب ، وعليه فإنّه نهج في هذا الكتاب بين هذين المنهجين المذكورين لا على نهج واحد ، ولكنّه يمكننا أن نستعلم مصادره من وجود القرائن المتوفّرة الموجودة ضمن كتابه وخارجه ، وذلك أنّه إن كان المصدر المحتمل موجوداً أمكن إثبات ذلك أو نفيه بالمقايسة إلى ذاك المصدر ومن مقارنة أحاديثه بأحاديث الكتاب ، فقد نثبت ذلك عن طريق اتّحاد المباحث والمطالب أو ترتيبها أو اتّحاد الألفاظ في النقل أو قرائن أُخرى على الأخذ ، أو عدمها على عدمه ، ولم نجد لهذا القسم من مصادر الراوندي في هذا الكتاب إلاّ مصدراً واحداً وهو كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى لأمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (المتوفّى ٥٤٨ هـ) والمعروف كونه من مشايخ القطب(١) ؛ فإنّ القطب نقل غالب الباب العشرين ـ وهو آخر أبواب القصص ـ من هذا الكتاب ، وفيه كلام سيأتي إن شاء الله تعالى. ومن اللازم أن نقول : إنّ جميع ما روي من الكتب المذكورة في الباب العشرين ـ بل جزء يسير من الباب التاسع عشر ـ فهو بواسطة كتاب إعلام الورى؛ وذلك مثل كتاب تفسير القمّي وكمال الدين للصدوق وصحيحي البخاري ومسلم وغيرها ؛ فلا تظنّ أنّ روايته بدون الواسطة.
أمّا المصادر الأُخرى للقطب فليست موجودةً ، ولذلك أشكل الأمر علينا شيئاً ما ، ولكنّ القرائن تؤكّد لنا بعض احتمالات تسهّل تعيين مصادر القصص بل قد توصلنا إلى الاطمئنان بها ، فلنذكر في ما يلي ما جمعناه من القرائن والأمارات حول مصادر غير موجودة لكتاب القصص ، فنقول :
يستكشف بالملاحظة السريعة لكلّ من راجع هذا الكتاب أنّ القطب
__________________
(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ : ٨٣ ، ونقل عنه في الرقم : ١٤٨ من كتاب قصص الأنبياء.