منها الشيخ المفيد من الآخرين كان قد تمّ في بعضها نقل روايتين أو أكثر لراو واحد ، ونحن اكتفينا بالإشارة إلى صفحاتها فقط.
المجموعة الثالثة من مصادر الشيخ المفيد هي عبارة عن مواضع أسند فيها الشيخ الروايات والمباحث التاريخية بشكل عام وكلّي إلى عدد من الرواة والمؤرّخين وأصحاب السير ، وهذا يعني أنّه حتّى لو صرّح بأسمائهم في موضع من المواضع فإنّنا لا نستطيع من خلال ذلك تحديد المصدر الذي اعتمده فيه ، لأنّ مجرّد ذكر اسماء الأشخاص لا يمكن من خلاله تحديد الكتاب الذي اعتمده لذلك الشخص ، مضافاً إلى أنّه قد يكون استفاد من كتب الآخرين الذين نقلوا بدورهم عن ذلك الشخص ، ومثال ذلك ما ذكره في كتاب الإرشاد حيث قال : «ما رواه جماعة من أهل السير منهم أبو مخنف لوط بن يحيى وإسماعيل بن راشد وأبو هشام الرفاعي وأبو عمر الثقفي وغيرهم ...»(١).
هذا ، ولكن لا يخفى أنّنا إذا طابقنا الروايات والمدوّنات التاريخية للشيخ المفيد في بعض المواضع مع المصادر القديمة نستطيع أن نتوصّل إلى حدٍّ ما إلى معرفة المصادر التي اعتمدها الشيخ المفيد ، وذلك مثل أخبار بعض غزوات رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي لها شبه كبير بمغازي الواقدي أو نحوه من المصادر مثل تاريخ الطبري ، وهنا أيضاً فإنّنا لا نحصل إلاّ على الظنّ والاحتمال وإن اختلف الظن والاحتمال قوّة وضعفاً من موضع إلى آخر إلاّ أنّه لا يمكن التعويل عليه ، وحتّى إذا كان الشيخ المفيد قد أشار إلى بعض
__________________
(١) الإرشاد ١ / ١٧.