الفصل الثاني
الشيخ المفيد رحمهالله وكتابة التاريخ الإسلامي
ألف ـ هدف الشيخ المفيد رحمهالله من تدوينه للتأريخ :
قبل أن نبدأ البحث عن هدف الشيخ المفيد من تدوين التاريخ لابدّ من الإشارة إلى أنّ الشيخ ـ وكما يتّضح لنا من آثاره ـ لم يجنح إلى قلمه كمؤرّخ هدفه عرض الأحداث أو القيام بتحليل الوقائع التاريخية ، بل إنّ الأمر الذي جعله ينحى هذا المنحى عبارة عن :
أوّلا : شعوره بالمسؤولية تجاه الدفاع عن حريم الإمامة وحقوق الأئمّة وولاؤه الشديد لهم عليهمالسلام.
ثانياً : إجابته على الأسئلة الموجّهة إليه من قبل المؤمنين والشيعة وكلّ الذين مدّوا إليه يد الحاجة وأرادوا منه الجواب على شتّى الأسئلة المحيّرة المرتبطة بالمعارف الإسلامية ، ومن هنا نجد أنّ قسماً كبيراً من آثاره ـ سواء كانت في مجال الكلام أو الفقه وغيرهما أو كانت في مجال التاريخ ـ هي عبارة عن أجوبة على أسئلة الآخرين ، وخير شاهد على ذلك العبارات التي اعتاد أن يأتي بها في مقدّمة كتبه ورسائله ويبيّن فيها هدفه من ذلك التأليف ، حيث جاءت بعض هذه العبارات كالتالي :
«فإنّي مثبت ـ بتوفيق الله ومعونته ـ ما سألت أيّدك الله إثباته من أسماء