حقيقة الحقيقة :
أحكام(١) الشريعة تقرب من إفهام العوامّ والخواصّ ، وأحكام الطريقة تقرب من إفهام الخواصّ.
وأمّا أحكام(٢) الحقيقة فهي لا تقرب إلاّ إلى إفهام خواصّ الخواصّ ، ولا يجوز أن يعبّر عنها ببيان ، ولا ينبغي أن يفسّر منها بلسان ، إلاّ أنّه كلّما يراد أن يشار إليها ببنان(٣) حين ضرورة بيانها ، ووجوب عيانها ؛ لتحقيق اليقين وتشويق الطالبين ؛ ينبغي أن ترمز على وجه سالم من الضّرر ، وطريق خالص عن الخطر ، بأن ترى(٤) في لباس الطريقة عين الخواصّ ، وفي(٥) كسوة الشريعة عين العوامّ ؛ لتدركها(٦) الأفهام(٧) ، وينتفع بها العقلاء من الخاصّ والعامّ بعناية الله (العليّ العلاّم) (٨).
الهداية في ختم الكلام :
من كان في حقّ حاله رحيماً ، وصار بقدر كماله عليماً ، ولم يكن في حقيقة ذاته وصفاته ظالماً جائراً ، ولا في طريقة أحواله وحالاته قاصراً حائراً ؛ وجب عليه(٩) عقلاً وفرض عليه نقلاً أن ينظر بعين عقله ، فينظر إلى
__________________
(١) في «ث» : الأحكام.
(٢) في «ث» : الاحكام.
(٣) في «م» : بتبيان.
(٤) في «ث» : يرى.
(٥) في «ث» لم ترد.
(٦) في «ث» : ليدركها.
(٧) في «م» : الأنام بقدر سلامة الأفهام.
(٨) ما بين القوسين ساقط من «ث».
(٩) في «ث» لم ترد.