الحواسّ الظاهرة بالباطنة حين التصاعد من رطوبات البدن إلى الدماغ ، وكلا القوى فترغب الطبيعة إلى الاستراحة ، ويتحقّق النوم(١) ، وهو ثلاثةُ أقسام(٢) :
الرؤيا الصادقة : وهي التي لا يُعبَّر ولا يغيّر(٣).
والرؤيا المعبّرة : وهي التي تغيّر ويُعبّر(٤) بالأضداد والأمثال.
وأضغاث الأحلام : وهي التي لا أصل لها(٥).
فإنّه إذا اختلف المزاج بالاشتغال بالمحسوسات والغفلة من المعقولات ؛ اضطربت المتخيّلة ونقشت صُوراً منشّرة لا معنى لها في الخيال بالمحاكاة.
حقيقة القضاء والقدر :
القدر : هو وجود الممكنات في العلم الأزلي كما ينبغي على الوجه الكلّي الإجمالي.
والقضاء : وجودها في العالم العقلي والحسّي مطابقاً لما ينبغي على
__________________
(١) النوم : حالة تعرض للحيوان تقف فيها النّفس عن الحسّ والحركة الإراديّة لا عن الأفعال الطبيعيّة. اُنظر : شرح غرر الفرائد : ٣٢٣ ، المبدأ والمعاد لصدر الدين : ٤٦٨.
(٢) في «م» و «ث» لم ترد.
(٣) في «ث» : ولا تَغيّر.
وقال رسول الله : «وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوّة». أي إنّه يقطع بصدورها من الوحي الإلهي ، وإنّه لا ربط لها بأضغاث أحلام وعالم الخيال ، بحار الأنوار ٥٨ / ١٧٦ وما بعدها الدرّ المنثور ٣ / ٣١٢ ، وفيه الرؤيا الصالحة.
(٤) في «ث» : تعبّر وتغيّر.
(٥) قوله تعالى : (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَم وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأحْلامِ بِعَالِمِينَ) سورة يوسف ١٢ / ٤٤ ، أي لم تكن لها حقيقة ، وإنّما وقعت كذلك لتعبير يوسف عليهالسلام ، وإنّما أورد الراوي تلك الرواية تأييداً لما ذكره. اُنظر : بحار الأنوار ٥٨ / ١٦٤.