المعراج الجسماني :
استحالة الخرق والالتئام ، فإنّه إذا جاز وقوع الغرف في الأفلاك ملأها الجسم الكثيف من الكواكب في أصل الخلقة ، لِمَ لم يَجِز وقوع الطرق فيها شغلها الجسم اللطيف من الغرائب في بدو الفطرة؟! ووقع ذكر البراق في صحيحة الأحاديث(١) ، وسرعة البراق ومداد جبرئيل عليهالسلام وتخليتهما في الفلك السابع ، وعند الرفرف ، أعني(٢) : السطح العالي من السابع في بعض الأحاديث.
فيعلم من ذلك أنّ مرتبة جبرئيل(٣) لم تكن فوق الرفرف ، وهو (صلى الله عليه وآله) تجاوز عنه ، وبلغ إلى مرتبة الملك الأعلى الأعقل ، أعني : العقل الأوّل.
وعلم من بعض(٤) الأحاديث : إنّ العليّ الأعلى تكلّم معه(٥) في منتهى
__________________
(١) البُراق ـ بضمّ الباء ـ : دابّة من دواب الجنّة ركبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة الإسراء ، وجهها كوجه آدم ، وحوافرها كحوافر الخيل فوق الحمار ، ودون البغل ليست بالقصير ولا بالطويل فلو أنّ الله تعالى أذن لها لجالت الدُّنيا والآخرة في جرية واحدة تشبّهاً بالبراق. والبراق أصغر من البغل وأكبر من الحمار مضطرب الاُذنين ، عيناه في حاضره ، وخطاه ، مدّ بصره ، فإذا انتهى إلى الجبل قصرت يداه وطالت رجلاه وإذا هبط انعكس. اُنظر : سفينة البحار للقمّي ١ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣ ، أعيان الشيعة ٢ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، الكافي ٨ / ٣٧٦ ح ٥٦٧.
(٢) في «ث» : اغلى ، وما أثبتناه من «م» و «ك».
(٣) في «ث» عليهالسلام ، وجبرائيل : هو جبريل ، وقيل : جبرائل ، وقيل : جبرئل ، وهو اسم سرياني ، وقيل عبراني ، ومعناه : عبد الله ، أو عبد الرحمن ، أو عبد العزيز ، له ألقاب عديدة ، منها : روح القدس ، وروح الأمين ، وأمين الوحي ، أفضل الملائكة المقرّبين إلى الله عز وجلّ ، والواسطة بين الله سبحانه وبين أنبيائه ورسله ، وصفوته من خلقه. اُنظر : أعلام القرآن للشبستري : ٢٤١ ، وغيره.
(٤) في «ث» لم ترد.
(٥) اُنظر في ذلك : أُصول الكافي ١ / ٤٤٢ و ٤٤٣ ، وعنه بحار الأنوار ١٨ / ٣٠٦ ح ١٣.