واسطة لتعلّق الرّوح ، ويسمّى بالرُّوحِ الحيوانيّة ، وهي في الإنسان في فرط اللّطافة والقوّة ففاضت الروح من المبدأ الفيّاض ، بتوسّط العقول ، وتعلّقت بالبدن بواسطة الجسم البخاري ، كتعلّق العاشق بالمعشوق ، وكمالاتُها ولَذّاتُها موقوفة على تصرّفها ، واستعمالها الحواسّ فهي في الخاصّيّة كالمغناطيس(١).
ولمّا كانت(٢) مراتب الاعتدال في المزاج متفاوتة(٣) ، كانت الأرواح الفائضة ـ بحسب النّورانية والصفاء والفطنة والذكاء ـ مُتفاوته ، فهي(٤) كانت حادثة ، كما تشهد به الآية الكريمة : (ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (٥) خلافاً للإشراقيّين(٦).
حقيقة مفارقة الرُّوح :
كلّما خرج المزاج من صلاحيّة التعلّق بالأمراض والآلام وغير ذلك(٧) ، انتفى(٨) البخار اللّطيف فينقطع تعلّق الرُّوحُ وتعود إلى عالم
__________________
(١) حقيقة تعلّق الرُّوح : هو جسم لطيف بخاريّ يتكوّن من لطافة الأخلاط ، ينبعث من التّجويف الأيسر من القلب ، ويسري إلى البدن في عروق نابتة من القلب ، يُسمّى بالشرايين.
اُنظر : شرح تجريد العقائد : ٢٨٣ ، كشف المراد : ١٩٦ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٩٤ ، رسائل الشريف المرتضى ١ / ١٣٠ ، المعتمد في أُصول الدين : ٩٤ ، أُصول الدين للبزدويّ : ٢٢٣.
(٢) في «ث ، ك» : كان ، وما أثبتناه من «م».
(٣) في «ث» : متفاوة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».
(٤) في «ث» لم ترد.
(٥) سورة المؤمنون ٢٣ / ١٤.
(٦) اُنظر في ذلك : الملل والنحل للشهرستاني ٢ / ٦ ـ ٤٤ ، مجمع البحرين للطريحي ٢ / ٣٥٧ وما بعدها كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ١ / ٨٧٥ ـ ٨٨٥.
(٧) في «م» : وغيرها انتفى.
(٨) في «ث» : تنتفي ، وما أثبتناه من «م» و «ك».