ولِنعلم :
إنّه لمّا ثبت أنّ العالم محدث
، فيجُوِّز العقلُ أن يكون قبل
هذين العالمَين وبعدهما عوالم كثيرة متعاقبة ، وكذا الملائكة السماويّة والأرضيّة
سوى ما أثبته الحكماء ، وعدا ما أدركه العقلاء فيهما ، وفيما قبلهما وفيما بعدهما ،
قال الله تبارك وتعالى : (أَوَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ
السَّماوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِر عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ
الْعَلِيمُ)
، كما أخبر به
الصادق عليهالسلام
في رواية جابر
، قال سألت أبا جعفر عليهالسلام
، عن قول الله عزّ وجلّ (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ
الأوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْس مِنْ خَلْق جَدِيد) ؟
قال : «يا جابر : تأويل ذلك إنّ الله عزّ وجلّ
إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم ، وأسكن أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النّار النّار ،
جدّد عالماً غير هذا العالم ، وجدّد خلقاً من غير فحولة ولا أناث ، يعبدونه ويوحّدونه
، وخلق لهم أرضاً غير هذه الأرض ، وسماءً غير هذه السماء تظلّهم ، لعلّك ترى أنّ الله
إنّما خلق هذا العالم الواحد ، وترى أنّ الله لم يخلق بشراً غيركم ، بلى والله لقد
خلق الله ألف عالم ، وألف ألف آدم أنت في أواخر تلك العوالم ،
__________________