للإسلام(١) ؛ لأنّه كالمؤمن في سائر الأحكام.
توضيح :
لنعلم أنّ الاستحقاقين ليس فيهما إحباط بالمقاومة(٢) ، ولا إسقاط بالموازنة ، لأنّا لا نسلّم على تقدير وجودهما في الواقع(٣) أن يكونا ضدّين ، بل الضدّية(٤) في المتعلّقين فلا يحبط الزائد الناقص في التأثير ، والتأثّر بالمقاومة حتّى يبقى الكامل بكماله ، كما كان أبو علي يحكم(٥) عليه ، ولا يُسْقِط كلّ منهما الآخر في التأثير والتأثر بالموازنة ، حتّى يبقى الفاضل بحاله ، كما كان أبو هاشم يذهب إليه.
__________________
التعديل بين الأعمال والجزاء عليها ، ووضع كلّ جزاء في موضعه وإيصال كلّ ذي حقّ إلى حقّه. تصحيح الاعتقاد : ٩٣ ، أوائل المقالات : ٩٢.
الثواب : حصول استكمال النفس كمالها الذي تتشوّقه. والعقاب : تعرض النفس الغير المستكملة لأن تستكمل. اُنظر : التعليقات : ١١٤.
(١) أي : أن يرث من الكافر باعتبار اسلامه.
(٢) في «ث» : بالمقاوضة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».
(٣) في «م» : في الخارج ان ... ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».
(٤) الضّدّان : كلّ شيئين لا يصحّ أن يجتمعا معاً في وقت واحد لما يرجع إلى ذاتيهما. اُنظر : الحدود والحقائق للمرتضى : ١٦٥.
إنّ المتكلّمين اختلفوا في حدّ الضدّين ، فمنهم من قال : إنّ حقيقة الضدّين كلّ عرضين يستحيل اجتماعهما في المحلّ الواحد ... كلّ عرضين يوجب أحدهما عكس ما يوجبه الآخر مع استحالة اجتماعهما في المحلّ الواحد.
اُنظر : لباب العقول : ٤٥ ، مقالات الإسلاميّين للأشعري : ٣٧٦ ، ٣٧٦ ـ ٤٤٣ ، المحيط بالتكليف ١ / ١٤١ ـ ١٤٢ ، مصطلحات علم الكلام ١ / ٧٢١ ـ ٧٢٣ ، والمراد من أبي علي ، وأبي هاشم هو : عبد السلام بن أبي علي محمّد بن عبد الوهّاب بن سلام الجُبّائي المعتزلي ، كان هو وأبوه من كبار المعتزلة ، وتقدّمت ترجمتهما.
(٥) في «م» : حكم عليه ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».