والأحمر»(١) ، خلافاً للعيسويّة(٢) ، فوجب أن يصدّق بما جاءَ به ، ومن وظيفة العقل أن ينظر بعين عينه ، إلى ما نقل عنه بعينه فيصدّق بما لا يعارضه ، ويتوقّف فيما يعارضه وإيّاه(٣) ، وأن يحكم بالخطأ فإنّه خطر ذو خطر في الخطأ فوجب الامتثال لحكمه الأقوى ، والانقياد لشرعه الأعلى الباقي ببقاء الدنيا ، فإنّه (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء والمرسلين(٤) ، كما قال الله ربّ العالمين : (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَد مِن رِّجَالِكُمْ وَلكِن رَّسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٥).
__________________
(١) اُنظر في ذلك : المبسوط للطوسي ٤ / ١٥٤ ، روضة الواعظين ١ / ١٤٥ ـ ١٤٦ ح ١٦٥ ، عنه حلية الأبرار ١ / ٧٣ ، المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٦١ (نحوه) أوائل المقالات للشيخ المفيد ١٧٥ ، فتح الباري في شرح البخاري ١١ / ٦٢ ، نهج الحديدي ٥ / ٥٤ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٥٤٧ ، المحصّل للرازي ٢ / ٢٨٩ ، الأحكام للآمدي ١ / ٥١ ، نهج الإيمان لابن جبر : ٢٢٩.
(٢) العيسويّة : أصحاب أبي عيسى الأصفهاني اليهوديّة ، ظنّوا : أنّه صلّى الله عليه وآله رسول على العرب خاصّة ؛ وبطلانه ظاهر (منه قدسسره).
نسبوا إلى أبي عيسى إسحاق بن يعقوب الأصفهاني ، وادّعى النبوّة وأنّه رسول المسيح المنتظر ، وهذه الفرقه مذهبها في النسخ أنّه جائز في حكم العقل وأنّه قد وقع فعلاً ، إلاّ أنّها أنكرت الشريعة الإسلامية ، وادّعت أنّها شريعة خاصّة بالعرب ، ولم تكن لكافّة الناس ، لذا لم تنسخ شريعة موسى عليهالسلام. فاتّبعه بشر كثير من اليهود ، وادّعوا له آيات ومعجزات ، وكان ذلك في زمن المنصور ، وابتدأ دعوته في زمن آخر ملوك بني أُميّة : مروان بن محمّد الحمار. اُنظر ذلك الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٢١٥ ـ ٢١٦ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ١ / ١١٨ ـ ١١٩ ، ١٢٧.
(٣) هذا تحذير (منه قدسسره).
(٤) أي الحكم رسول الله (منه قدسسره).
(٥) سورة الأحزاب ٣٣ / ٤٠.