الخوارق، التي ظهرت من لديه(١) ، وأظهرها صحائف بلاغة القرآن ، فإنّه (صلى الله عليه وآله) تحدّى العرب بلطائف فصاحة القرآن(٢) ، فعجزوا عن المعارضة والتجاؤا إلى المحاربة ، مع أنّهم على المرتبة الغالبة من الفصاحة والدرجة العالية من البلاغة(٣) ، وذلك كلّه معلوم بالتواتر(٤) ، فكان نبيّاً حقّاً ورسولاً صدقاً إلى العالمين ، كما قال الله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (٥) ، وقال خير البشر (صلى الله عليه وآله) : «بُعِثتُ على الأسود
__________________
(١) اُنظر في ذلك : نور الأبصار للشبلنجي ١ / ١١٩ ـ ١٢٥ ، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة للأربلي ١ / ٤٨ ـ ٦٥.
(٢) كقوله تعالى : (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الأنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ...) الاسراء ١٧ / ٨٨ وقوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْب مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ) البقرة ٢ / ٢٣ وقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَر مِثْلِهِ مُفْتَرَيَات ...) هود ١١ / ١٣، وقوله تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِسُورَة مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ الله ...) يونس ١٠ / ٣٨ ، وقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيث مِثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ) الطور ٥٢ / ٣٣ و ٣٤ ، وقوله تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) النساء ٤ / ٨٢ ، وكقوله تعالى : (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِي الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) هود ١١ / ٤٤ ، واُنظر في ذلك : كفاية الألمعي في آية يا أرض ابلعي للجزريّ.
(٣) في «م» : على المرتبة العالية من الفصاحة ، والدرجة الغالبّة من البلاغة. وما أثبتناه من «ث» و «ك».
(٤) اُنظر في ذلك : المغني في أبواب التوحيد والعدل ١٦ / ٣١١ ، و ٢٣٦ ، و ٢٢٤ ، و ١٥٠ ، و ١٤٣ ، و ٣١٦ ، و ٢٢٦. اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢١٩ ، كشف الفوائد : ٧٥ ، أوائل المقالات : ٦٨ ، أعلام النبوّة للماورديّ : ٥٣ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٣٠٨ ، التمهيد للباقلاّني : ١٢٦ ، تقريب المعارف : ١٠٨ ، أُصول الدين للبغدادي : ١٨٣.
(٥) سورة الأنبياء ٢١ / ١٠٧.