ولحسن بن سليمان الحِلّي تلميذ الشهيد رحمهالله كتاب سماه (المحتضر) ـ بالمهملة والضاد المعجمة ـ في تحقيق معاينة المحتضر النبيّ والأئمّة وقت الاحتضار ، وهو غير كتابه (المختصر) بالخاء المعجمة والصاد المهملة (٢).
وفي (الخرائج) عن أبي الحسن موسی بن جعفر عليهالسلام ، قال : «أعظم الناس ذنباً ، وأكثرهم إثماً على لسان محمّد صلىاللهعليهوآله : الطاعن على عالم آلِ محمّد صلىاللهعليهوآله ، والمكذّب ناطقهم ، والجاحد معجزاتهم».
ثمّ قال : «إن من أنكر المعجزات لعلي وأولاده الأحد عشر عليهمالسلام مع إثباتها للنبي صلىاللهعليهوآله فإنه جاهل بالقرآن ، وقَدْ أخبرنا الله سبحانه عن آصف بن برخیا وصي سليمان عما أتی به من المعجزات من عرش ملكة اليمن ، وكان سليمان يومئذ في بيت المقَدْس ، فقال وصيه هذا : أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (٣).
وارتداد الطرف لا يتوهم فيه ذهاب زمان ، ولا قطع مسافة ، وبين بيت المقَدْس والموضع الَّذي فيه العرش باليمن مسير خمسمائة فرسخ ذاهباً وخمسمائة فرسخ راجعاً فأتاه به من هذه المسافة قبل ارتداد الطرف (٤).
فإذا كان آصف وصي سليمان عليهالسلام بهذا المنزلة مع أنه ما كان يعلم إلّا
__________________
(١) الكافي : ٣ : ١٣٣ ح ٦ ، من لا يحضره الفقيه : ١ : ١٣٥ ح ٣٦١.
(٢) الشيخ الفقيه العلّامة عزّ الدين أبو محمّد الحسن بن سليمان بن محمّد الحلّي الَّذي كان حياً سنة ٣ هـ وهو من تلامذة الشهيد الأول ، وكتابه (المختصر) هو مختصر لبصائر الدرجات معروف ومطبوع أكثر من مرة.
(٣) سورة النمل : من آية ٤٠.
(٤) الخرائج والجرائح : ١ : ١٧ باختلاف يسير.