ولا بد من التعرُّض لذكر ما يزيل هذه الشبهة والارتياب ، ويرفع لك الستر والحجاب ، فأقول : إن من المسلَّم عند الرياضيين تحديد سرعة الفلك الأعلى بمقَدْار ما يقول أحد : واحد ، يتحرك ألفاً وسبعمائة واثنين وثلاثين فرسخاً من مقعَّرِهِ ، أو ألفين وأربعمائة فرسخ على الخلاف ، والله أعلم بما يتحرك من محدَّبِهِ (١).
فالقادر على تحريك مثل هذا الجسم العظيم بهذه السرعة لقطع هذه المسافة ، هو القادر على تسيير إنسان واحد في آن واحد من المشرق إلى المغرب ، وإن المتشرعة تقول : إن الملك ليسير في طرفة عين ألف سنة.
وقال الدميري في (حياة الحيوان) في البراق ـ أعني الدابة التي ركبها سيّد المرسلين صلىاللهعليهوآله ليلة المعراج ـ : (الصحيح أنه دابة دون البغل وفوق الحمار أبيض ، يضع خطوه عند أقصى طرفه ، ويؤخذ من هذا أنه أخذ من الأرض إلى السماء في خطوة وإلى السموات في سبع خطوات.
قال : وبه يرد على من استبعد من المتكلِّمين إحضار عرش بلقيس في لحظة واحدة ، وقال : إنه اُعدِمَ ثُمَّ أوجد ، وعلَّله بأن المسافة البعيدة لا يمكن قطعها في هذه اللَّحظة ، وهذا أوضح دلیل في الردَّ عليه) (٢).
وروى الكليني والصدوق رحمهما الله ... وغيرهما ، في أخبار كادت أن تكون متواترة عن الأئمّة الأطهار عليهمالسلام : «أنه ما من مؤمن يموت إلّا ويحضره رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام فإذا رآهما استبشر» (١).
__________________
(١) بحار الأنوار ٨٥ : ١١١
(٢) حياة الحيوان ١ : ١٤٧ (مادة : البراق).