* فنقول ـ على
سبيل المثال ـ أن سورة البقرة ، تهدف إلى تنظيم المجتمع الإسلامى فى صورته
المثالية ، لأنها من السور المدنيّة الطويلة ، التى تعنى أساسا بجوانب التشريع
الإسلامى ، وتعالج النّظم والقوانين التشريعية ، التى يحتاج إليها المسلمون فى
حياتهم الاجتماعية ، فهى تشتمل عليها معظم الأحكام التشريعية ، التى تتصل بالعقائد
، والعبادات ، والمعاملات ، والأخلاق ، وأمور الأسرة ، من زواج وطلاق ، ورضاع
وعدّة. وإن كانت تتحدث أيضا ـ عن بدء الخليقة ، كما تتناول الحديث بإسهاب عن
اليهود وخبثهم ، وما تنطوى عليه نفوسهم من اللؤم والغدر ، ونقض العهود والمواثيق.
* ونقول ـ عن
سورة آل عمران ، أنها تهدف إلى ترسيخ العقيدة ، وتحديد الشريعة ، لأنها من السور
المدنيّة الطويلة ، التى اشتملت على إبراز هذين الركنين الهامّين ، من أركان الدين
:
ركن
العقيدة ، وإقامة الأدلة
والبراهين على وحدانية الله تعالى ، وإثبات صدق النبوّة ، وصدق القرآن ، والرد على
الشبهات ، التى يثيرها أهل الكتاب ـ النصارى ـ حول الإسلام والقرآن.
وركن
التشريع ، بخاصة فيما
يتعلّق بالمغازى ، والجهاد فى سبيل الله ، وأمور الربا ، وحكم مانع الزكاة.
* ونقول عن
سورة النساء ـ كذلك ـ أنها تنظيم تشريعى يتصل بالأسرة ، وحقوق النساء ، لأنها من
السور المدنية الطويلة ، التى تعنى بشئون المرأة ، والبيت ، والأيتام. فهى تتحدث
عن الحقوق التى فرضها الله للمرأة ، كالصداق ، والميراث ، وإحسان العشرة.
وهى تتحدث عن
المحرمات من النساء بالنسب والرضاع والمصاهرة.
وهى تتحدث عن
الحقوق الزوجية للرجل والمرأة ، وترشد إلى الطرق التى ينبغى أن يسلكها الرجل
لإصلاح الحياة الزوجية.