وحكاية عن الزهري : أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم دخل على بعض نسائه فإذا هو بامرأة حسنة الهيئة ، فقال : [من هذه؟] قالت : إحدى خالاتك ، قال : [أيّ خالاتي هذه؟] قالت : هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث ، فقال صلىاللهعليهوسلم : [سبحان الّذي يخرج الحيّ من الميّت] ، وكانت امرأة صالحة ، وكان مات أبوها كافرا (١).
قال أهل الإشارة : معناه : يخرج الحكمة من قلب الفاجر حتى لا تسكن فيه ، والمسقطة من قلب العارف. قوله تعالى : (وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٢٧)) أي بغير تقدير ، وقد تقدّم تفسير ذلك.
قوله تعالى : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) ؛ قال ابن عبّاس : (نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبيّ وأصحابه المنافقين ؛ كانوا مع إظهارهم الإيمان يتولّون اليهود ويأتيهم بأخبار المؤمنين ، ويرجون أن يكون لهم الظّفر على المؤمنين ؛ فأنزل هذه الآية ينهى المؤمنين عن مثل فعلهم ، وينهى المنافقين أيضا ؛ أي إن كنتم مؤمنين ، فلا تتّخذ الكفّار أولياء من دون المؤمنين) (٢).
وقال الضحّاك عن ابن عبّاس : (نزلت في عبادة بن الصّامت ؛ وكان بدريّا نقيبا ؛ وكان له حلفاء من اليهود ، فلمّا خرج رسول الله يوم الأحزاب ؛ قال عبادة : يا رسول الله ؛ إنّ معي خمسمائة رجل من اليهود ؛ وقد رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدوّ ، فأنزل هذه الآية) (٣).
قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) ؛ أي من يواليهم في نقل الأخبار إليهم وإظهارهم على عورة المسلمين ، فليس من الله في شيء. قال السديّ : (فليس من الولاية في شيء ، فقد برئ الله منهم). كما قال الله تعالى في آية أخرى : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)(٤) معنى أنّ وليّ الكافر راض بكفره ،
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان : تفسير الآية : مج ٣ ج ٣ ص ٣٠٧ : النص (٥٣٦٣). والهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ ص ٢٦٧. والعجلوني في كشف الخفا : ج ١ ص ٥٣٩. وترجمة خالدة عند عبد البر : الرقم (٣٣٤٤).
(٢) في اللباب في علوم الكتاب : ج ٥ ص ١٤٣ ذكره عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
(٣) ينظر : المصدر السابق.
(٤) المائدة / ٥١.