في انبثاق الديانة
المسيحية لكمال حجّيتها التي من المفترض أن تكون من دواعي الديانة المسيحية، إلّا
أن الحضارة الغربية المطالبة بحقوق المرأة تغفل عما حظيت به المرأة من المقام
السامي والشأن الكريم لدى الدين الإسلامي.
فالعقيدة الإسلامية بمقام السيّدة مريم
وجهدها في نشوء الرسالة العيسوية وحجّيتها الإلهية، فضلاً عن المسؤولية العظمى
والحجّية الكبرى التي تختص بها فاطمة الزهراء عليهاالسلام
إحدى دواعي الإعتزاز بهذين المقامين الشامخين اللذين كرّمهما الله تعالى بحجّيته.
فالمطالبة بحقوق المرأة تكمن حقيقته في
تحديد رسالتها السامية بتربيتها للأمة تربية صالحة، وباستطاعتها كذلك هدايتها
للأمّة هداية تتناسب وتوجهات سعادتها وكمالها كما هو الحال في شأن مريم بنت عمران عليهاالسلام
وهدايتها للأمّة من خلال حجّيتها التي منحها الله تعالى تكريماً لها، وكما في
سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام
التي أثبتت لياقتها التامّة في تحمّلها مسؤولية تشخيص الإنحرافات العقائدية
والسياسية بُعيد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله
مستخدمة حجّيتها التي منحها الله تعالى، وهذا مالم تجده في أية حضارة أخرى تدّعي
المطالبة بحقوق المرأة حتّى تجعلها وسيلة لَهْوِ ومتعة تتداعى من خلالها كلّ
شعارات الحرّية الوضعية البعيدة