وفيه جهتان من البحث:
الجهة الأولى: حجّيتها على الأئمّة عليهمالسلام
لما كانت علّة الخلق هي عبادة اللَّه تعالى لقوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (١) ولا تتمّ العبادة إلّا بمعرفته تعالى، ومعرفته لا تتمّ إلّا برسله وأوليائه، إذ هم حججه على العباد في كلّ زمان، فهم الطريق إليه والمسلك إلى سبيله.
عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليهالسلام ... قال:
«إنّما أثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه، فيباشرهم ويباشروه ويحاجّهم ويحاجّوه، ثبت أنّ له سفراء في خلقه، يُعبّرون عنه إلى خلقه وعباده ويدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم، وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم.
__________________
(١) الذاريات/ ٥٦.