وإذ تبيّنتْ ماهية المباهلة حكماً وموضوعاً ومتعلّقاً، يتبيّن أنّ الخمسة أصحاب الكساء صلوات الله عليهم، هم أصحاب الدعوة للدين بالأصالة، وأنّ كلاً منهم ذو صلة وشأن في حقانية الدين وصدق البعثة النبويّة، ومعني صدقهم في دعواهم أنّ كلاً منهم يخبر عن علمه بصدق الرسالة ونزول الوحي على النبيّ صلىاللهعليهوآله وانبعاثه بدين الإسلام.
ومن ثَمّ لابدّ أن تكون علومهم لدنّيه تؤهّلهم للتصدّي لهذه الدعوة، إذ بالعلم اللدنيّ وحده يمكن الإطّلاع على نزول الوحي، وبالتالي فإنّ مسؤولية حفظ الدين وحمايته تقع على الخمسة بنحو المشاركة، مما يدلل على وحدة سنخ المقام والمنصب الشرعي ـ عدا النبوّة ـ فضلاً عن ولايتهم الشرعية على الدين.
الجهة الثانية:
ما ورد في الحديث القدسي: «لولاك ما خلقت الأفلاك ولولا عليّ لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما جميعاً».
ولتفسير الحديث ثلاثة أوجه:
الأول: الوجه الكلامي:
قد يتوهّم في باديء النظر أنّ معناه هو أفضلية عليّ أو فاطمة عليهما السلام بالنسبة إلى الرسول صلي الله عليه وآله، وليس كذلك فإنّ الرسول صلّى