زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، أمّا في حقّ [باقي] (١) الأئمّة فلا [يتأتّى] (٢) فيهم ؛ لأنّهم لم يكونوا في زمانه.
لأنّا نقول : ليس المراد بمن آمن معه الذين في زمانه خاصّة ، بل الذين آمنوا بدعوته ، والتزموا بشريعته ، ولم يخالفوا له أمرا أصلا والبتة ، ولا ارتكبوا شيئا من مناهيه في أي زمان كان.
وأيضا : فلأنّ الناس بين [قائلين] (٣) : قائل بعصمة الإمام (٤) ، فيجب عنده في كلّ إمام. ومنهم من نفى عن الكلّ (٥). وعصمة البعض دون بعض قول ثالث باطل بالإجماع.
الثالث والأربعون : قوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ) ـ إلى قوله ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (٦).
وجه الاستدلال به : ما تقدّم تقريره في الوجه الرابع والثلاثين (٧).
وأيضا : فإنّ الذين يصدر منهم الذنب يقال لهم : إنّهم ليسوا هم المتّقين ، و [هو] (٨) يناقض قوله : (هُمُ الْمُتَّقُونَ) ، فدلّ على وجود المعصوم غير النبيّ صلىاللهعليهوآله ، [وإذا كان المعصوم غير النبيّ] (٩) موجودا كان هو الإمام ؛ لاستحالة إمامة غيره مع وجوده.
__________________
(١) من «ب».
(٢) في «أ» : (ينافي) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) من «ب».
(٤) النكت الاعتقادية (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١٠ : ٣٩ ـ ٤٠. الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد : ٣٠٥ ـ ٣٠٦. قواعد العقائد : ١٢٠ ـ ١٢١. الأربعين في أصول الدين ٢ : ٢٦٣.
(٥) انظر : أوائل المقالات (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١٠ : ٦٥. تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل : ٤٧١. كتاب أصول الدين : ٢٧٧ ـ ٢٧٨.
(٦) البقرة : ١٧٧.
(٧) من هذه المائة.
(٨) في «أ» : (هم) ، وما أثبتناه من «ب».
(٩) من «ب».