الظهر ، أمر الرسول
الكريم صلىاللهعليهوآله
بلالاً أن يصعد سطح الكعبة ويؤذّن.
ولو تأمّلنا ثورة الحسين عليهالسلام لعرفنا سلامة موقفه
حين إعلانه للثّورة وبعد تأجّج نار الحرب بين الفريقين في يوم العاشر من محرّم ، وقبل
ساعات من تطاير روحه إلى الرفيق الأعلى ، يستمهل من عمر بن سعد برهة من الزمن؛
ليؤدي واجباً دينياً آخر أهمّ من الجهاد وهو الصلاة ، فيأمر أبا تمامة الصيداويّ
أن يؤذّن ، ثمّ تقدّم عليهالسلام
وائتّم أصحابه وصلّى. أجل أنّهم المؤمنون بالله حقاً؛ لأنّهم لا يفارقون الصلاة
حتى على أبواب الموت الرهيبة ، فلا يُبالون بغيرها مهما كلّف الثمن ، حيث «أنَّ الصَّلَاةَ
عَمُودُ الدِّينِ ، إِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا ، وَإِنْ رُدَّتْ رُدَّ
مَاسِوَاهَا» .
وهذا الكتاب حصيلة إندفاعي وحرصي لتعرّف
المسلمين بهذه السُنّة المحمّدية التي أكّد الإسلام عليها ، وأشارت الأخبار
الكثيرة إليها ، ولكن المسلمين غافلون عنها ، وهذا الأمر ليس بغريب عنا؛
__________________