جاء تأويله».
قلت : جعلت فداك متى يجيء تأويله؟
قال : «إذا جاء جمع الله أمامه النبيّين والمؤمنين حتّى ينصروه ، وهو قول الله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) إلى قوله تعالى : (أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) فيومئذ يدفع راية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اللواء إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فيكون أمير الخلائق كلّهم أجمعين ، يكون الخلائق كلّهم تحت لوائه ، ويكون هو أميرهم ، فهذا تأويله» (١).
١٦٢ / ٣٨ ـ وروى صاحب كتاب (الواحدة) ، قال : روى أبو محمّد الحسن (٢) بن عبد الله الأطروش الكوفيّ ، قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر بن محمّد البجليّ (٣) ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، قال : حدّثني عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثّماليّ ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى أحد واحد ، تفرّد في وحدانيته ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت نورا ، ثمّ خلق من ذلك النور محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخلقني وذرّيّتي ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحا فأسكنها الله تعالى في ذلك النور ، وأسكنه في أبداننا ، فنحن روح الله ، وكلماته ، وبنا احتجّ على خلقه ، فما زلنا في ظلّة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ، ولا ليل ولا نهار ، ولا عين تطرف نعبده ونقدّسه ونسبّحه قبل أن يخلق خلقه ، وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا ، وذلك قوله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) يعني [لتؤمننّ] بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولتنصرنّ
__________________
(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٨١ / ٧٧.
(٢) في النسخة : الحسين.
(٣) في المصدرين : أبو عبد الله جعفر بن محمّد البجلي.