وتعمل الحركات الرافعة للأرض فيما بعد على كشف ما يسمى باسم أرض الأخلاط الممتزجة (melange terrain) وهى ذات طبيعة معقدة جدّا تحل فيها أسطح الانفصام (shear surfaces) محل التطبق كالسمة البارزة الرئيسية.
وفى أحزمة الجبال الاصطدامية تدفع الكتل الأفيوليتية من الأخدود البحرى إلى الخارج خلال عملية الاصطدام وتستقر فى دروز الالتحام المميز بهذا الخليط من الصخور (flysch ـ melange suture zones) التى تميز درز الاصطدام ، وقد يكون التركيب الكيميائى والمعدنى للبازلت الوسائدى الأوفيوليتى معيارا للتمييز بين صخور قشرة قيعان المحيطات الرئيسية (tholeite and spilite) وصخور القشرة القلوية لأحواض المحيطات الصغيرة إذا نجمت الأخيرة عن انفصال أقواس الجزر البركانية عن القارات (dewey and bird ، ٠٧٩١) واستنتج المؤلفان أنه وبالرغم من أن آليات بناء السلاسل الجبلية بواسطة تصادم أقواس الجزر البركانية والقارات قد تكون هى الوسائل الأساسية التى يتم بواسطتها تكون الجبال ، فإن أحزمة الجبال هى بصفة عامة نتيجة مجموعة معقدة من هذه الآليات. وأشارا إلى تطور جبال الأپالاشى (bird and dewey ، ٠٧٩١) الذى انطوى على تصادم أقواس الجزر البركانية والكوردليرية فى العصر الأردوقيسى (ordovician) ، أعقبها اصطدام قارى فى العصر الديفوني (devonian).
وذكر ديوى وبيرد كذلك أن منظومة جبال الألب والهيمالايا لا تزال مستمرة فى التطور منذ الأزمنة الأولى لحقب الحياة المتوسطة بفعل اصطدامات متعددة نجمت عن انجراف عدد من القارات الصغيرة وأقواس الجزر البركانية عبر بحر التيثيس القديم والمحيط الهندي. كذلك فإن أحزمة جبلية داخلية مماثلة كجبال الأورال تعتبر معقدات مركبة من الأحزمة الكورديليرية والقارات الصغيرة وأقواس الجزر البركانية التى تعود إلى عصور زمنية متفاوتة تماما ، والتى أصبحت متجاورة بفعل انغلاق حوض رئيسى من أحواض المحيطات.