ويتضح من المناقشة السابقة أن النوعين الرئيسيين للجبال اللذين اقترحهما ديوى وبيرد (١٩٧٠ م) وهما «أقواس الجزر البركانية الكورديليرية» و «النوع الاصطدامي» عبارة عن مرحلتين متتاليتين فى دورة بناء الجبال ، حيث إن كل عملية اصطدام بين قارتين لا بدّ وأن يسبقها إغلاق حوض المحيط الفاصل بينهما ، وبعبارة أخرى فإن الجبال الاصطدامية هى المرحلة النهائية فى تطور تلك التضاريس الأرضية الرائعة ، ولا بدّ أن تسبقها كل من مرحلة أقواس الجزر البركانية والمرحلة الكورديليرية ، ويتضح ذلك فى عملية نشوء جبال الهيمالايا التى تعتبر نتيجة مزيج من النوعين الكورديليرى والاصطدامى لتكون الجبال (cf.athavale ، in tarling and runcorn ، ١٩٧٣) وقد استنتج هذا الكاتب أن الحدود الحالية بين لوح الغلاف الصخرى الذى يحمل شبه القارة الهندية وذلك الذى يحمل القارتين الأوروپية والآسيوية (اليوراسية) يحددها نطاق الأوفيوليتات والصخور الخليطة الملونة (coloured rocks melange) التى تفصل جبال الهيمالايا عن منطقة هضبتي قراقورام والتبت فى آسيا الوسطى .. وأضاف أن حزام جبال الهيمالايا قد نجم عن مزيج من العمليتين الرئيسيتين لتكون الجبال.
تمت عملية بناء جبال الهيمالايا عند نقطة اصطدام الحد القارى للوح الغلاف الصخرى الحامل للهند مع اللوح الصخري المكون لقاع بحر تيثيس القديم ، وهو من أسلاف البحر الأبيض المتوسط الحالي (the tethyan oceanic crust) إبان الفترة من العصر الطباشيرى المتأخر إلى عهد الإيوسين (the late cretaceous ـ eocene period).
ونتيجة لذلك تكونت سلاسل من أقواس الجزر البركانية ، وظل اللوح الصخري الحامل للهند يدفع بقاع بحر (محيط) تيثيس تحت القارة الآسيوية / الأوروپية حتى تم استهلاكه بالكامل ، وأدى إلى التصادم بين الكتلتين القاريتين وإلى بروز جبال الهيمالايا ، وعلى ذلك فقد كانت المراحل الأولى في بناء تلك السلسلة الجبلية هي مراحل أقواس الجزر البركانية ، أما المراحل اللاحقة فى عملية بناء جبال الهيمالايا