الرأي السائد عند أهل العلم ؛ إذا فالنصفة تدعو إلى الإذعان بها وأن جملها مفروغة عن لسان علي عليهالسلام وعن تأثراته الشخصية التي لابد أَنْ تكون صادرة من مثله.
ونشعر في الوقت نفسه أن الأسلوب فيها هو أسلوب علي عليهالسلام في خطبه والتنهدات تنهداته.
أما القول بأن لا يجهر مثله في المجتمعات بمثل هذا الكلام على أولي أمر سبقوه في ملك وطدوه ؛ فقول لا ينطبق على نفس الأمر ، لأن الذين رووا عنه الخطبة لم يشيروا إلى إلقائها في محتشد من الناس أو على جمهور ، وإنما ذكروا أنها شقشقة هدرت منه عند بعض أصحابه في الرحبة أي بصورة خصوصية ؛ فلا يستبعد بث شكواه لدى خاصته وإن اشتملت على بعض القوارص.
وفي كتابه إلى عامله عثمان بن حنيف يقول : (بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلت عليها السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم) (٢) ... الخ.
يعني بالأول من سبقوه بالخلافة ويعني بالآخرين أهل بيت النبي صلوات الله عليهم.
وكان أبو الحسن عليهالسلام خشناً في جنب الحق صريحاً في المعتقد ، حتى أنه خاطب عمرو بن العاص بابن النابغة وقد عَيَّر عثمان بن عفان من قبل ،
__________________
(١) أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد التَيْميّ البكريّ البغدادي الحنبلي المعروف بابن الجوزي ، ولد سنة ٥ هـ تقديراً ، له زاد المسير في التفسير والمنتظم وتلقيح فهوم الأثر وغيرها ، توفي ببغداد سنة ٥ هـ. وفيات الأعيان : ج ٣ / ١٤٠.
() نهج البلاغة : ج ٣ / .