بمقتل الحسين في كربلاء (١).
ومما يدلك على جواز مثله واستقاء هذه العلوم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خبر أم سلمة زوجة النبي بمقتل الحسين قبل وقوعه كما رواه الترمذي في صحيحه ، فإذا جاز لمثلها النبأ عن الحوادث المستقبلية واستقائها العلم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم لا يجوز مثل ذلك من علي عليهالسلام وهو عيبة علمه وصاحب سره الذي كان يسكن في ظله ويتحرك في ضوئه؟!
هذا من ناحية الدين وأما من سواها فقد بلغتنا عن ساسة الأمم وحكمائها تنبؤات صادقة عن مصيرها في مسيرها ، ونحن لا نماري في ذلك مبدئياً فكيف نماري في المنقول عن ابن عم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وترجمان وحيه وخازن علمه؟
الشبهة الرابعة : اشتمال خطب النهج على علوم تولدت في المجتمع الإسلامي بعد عصر الصحابة والتابعين مما يستبعد التحدث عنها قبلاً ، كدقائق علم التوحيد وأبحاث الرؤية والعدل والتوسع في كيفية كلام الخالق وابتعاده عن صفات الجسم وكيفياته وتنزهه عن مجانسة مخلوقاته.
وأجاب عنها أحمد زكي صفوة المؤرخين في ص ١٢٦ من كتابه علي بن أبي طالب عليهالسلام قائلاً : هل في فكر الإمام وحکمه نظریات فلسفية يعتاص على الباحث فهمها ويفتقر في درسها إلى كَدِّ ذهنٍ وكدحِ خاطرٍ ، اللهم إلا أنها حکم سائغة مرسلة تمتزج بالروح من أقرب طريق وتدب إلى
__________________
(١) راجع ص من المجلد الأول لشرح ابن أبي الحديد على النهج فضيه جمهرة من الروايات في أخباره عليهالسلام من المغيبات ، وكذا ص ٤٢٥ منه.