التنزيه أشد من التنزيه بمجرد نفي النقص ، لأن إثبات تلك الصفات معناه إثبات شيء زائد على الكمال أيضا.
ثم نسبت هذه التربية إلى نفسك" ربي" لتؤكد على أن شخصك هو المعني بهذا التنزيه ، لأنه كان المعني مباشرة بالتربية.
ثم جاء وصف الله بالعظيم ليؤكد على ثبوت تلك الصفات له تعالى بصورة أتم وأعلى ، أوجبت وصفه بالعظمة.
التنزيه الثالث : قوله : وبحمده. أي وأسبح بواسطة الحمد. حيث إنها تماما مثل كلمة" رب" قد أظهرت : أنه تعالى قد فعل تجاهك باختياره ما هو جميل وحسن ، صادر عن صفة جمال أو كمال ثابتة فيه تعالى. مما دعاك إلى إنشاء هذا الحمد والثناء. فإثبات صفة الكمال أيضا بالحمد قد نزه الله عن النقص ، وأثبت أمرا زائدا على الكمال وهو ما يوجب جمالا أيضا.
فهذه التنزيهات الثلاثة تصبح أقوى في الدلالة على التنزيه من كلمة سبحان الله ، مجردة ، فكانت تلك تسبيحة كبيرة ، تعادل ثلاثة تسبيحات صغيرة ، بل وتزيد عليها. لأنها دعوى للشيء مع دليله ، وتثبت ما هو فوق التنزيه عن الشريك وعن النقص وغير ذلك ، ولا سيما بملاحظة ما توحي به كلمة" العظيم".