وعن ابن عباس قال : (يشرح لنا علي (ع) نقطة الباء من (" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ") ليلة ؛ فانفلق عمود الصبح ، وهو بعد لم يفرغ) (١٥).
ونقول :
١ ـ انه قد لا يكون ثمة منافاة بين البعير الواحد ، والأربعين والثمانين بعيرا ؛ إذا كان (ع) قد قال ذلك في مجالس ومناسبات مختلفة ، اقتضت كل مناسبة منها أن يشير الى مستوى معين من المعاني والمعارف بل وحتى في مجلس واحد ، فإن ذكر الأقل لا ينلفي ذكر الأكثر ولا يناقضه. فهو لو شاء لأوقر بعيرا ، ولو شاء لأوقر أكثر من ذلك الى أربعين. بل لو شاء لأوقر ثمانين أيضا.
٢ ـ إن سعة علم علي عليهالسلام وغزارته مما لا يختلف فيه اثنان. وقد أثبت عليهالسلام عملا ما يقرب إلى الأذهان معقولية تلك الأقوال وواقعيتها.
٣ ـ إنه عليهالسلام بقوله هذا يريد أن يفتح الآفاق الرحبة أمام فكر الإنسان لينطلق فيها ، ويكتشف أسرار الكون والحياة ، ويتعامل معها من موقع العلم والمعرفة ويقود مسيرة الحياة فيها من موقع الطموح والهيمنة الواعية والمسؤولة.
٤ ـ إن هذه الأرقام ليست خيالية بالنسبة لسورة الفاتحة ، التي هي أم القرآن ، وهي السبع المثاني التي جعلت عدلا للقرآن
__________________
(١٥) مستدرك سفينة البحار ج ١ ص ٢٣١.