وحين قال ابن زياد لزينب رحمها الله : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟
قالت : ما رأيت إلا جميلا (١٤٥).
وسأل الحسين عليهالسلام القاسم ابن الحسن عليهالسلام : يا بني ، كيف الموت عندك؟
قال : يا عم ، أحلى من العسل. (١٤٦)
إلى نماذج كثيرة أخرى للرضى والتسليم والإيمان والاطمئنان ، والإحساس بالسعادة وبالفوز بلقاء الله سبحانه.
وهذه هي النعمة الحقيقية التي يختار الله الشهيد على أساسها ، ثم يمضي القرار الإلهي بها من خلال التكليف الإلهي ، ثم المبادرة العملية من هذا المكلف لإنجاز ذلك التكليف ، ويتوج ذلك بالاصطفاء ، الذي هو التعبير عن الرضى الإلهي الغامر.
أما المال والجمال والقوة وسوى ذلك فلن يستطيع أن يمنحك هذه السعادة ، التي قد يجدها الفقير المعدم ، ويفقدها الغني بماله ، الفقير بما سوى ذلك ـ بل إن أفقر الناس هم الأغنياء.
__________________
(١٤٥) نفس المهموم ص ٣٧١. واللهوف ص ٦٧.
(١٤٦) نفس المهموم ص ٢٠٨. عن اللهوف ص ٨٢ و ٨٣.