واعلموا رحمكم الله أنه من لم يعرف من كتاب الله عزوجل الناسخ من المنسوخ ، والخاص من العام والمحكم من المتشابه ، والرخص من العزائم والمكي من المدني ، وأسباب التنزيل ، والمبهم من القرآن في ألفاظه المنقطعة والمؤلفة ، وما فيه من علم القضاء والقدر ، والتقديم والتأخير ، والمبين والعميق ، والظاهر والباطن والابتداء والانتهاء ، والسؤال والجواب ، والقطع والوصل ، والمستثنى منه والجاري فيه ، والصفة لما قبل مما يدل على ما بعد ، والمؤكد منه ، والمفصل ، وعزائمه ورخصه ، ومواضع فرائضه وأحكامه ومعنى حلاله وحرامه الذي هلك فيه الملحدون ، والموصول من الألفاظ ، والمحمول على ما قبله ، وعلى ما بعده ، فليس بعالم بالقرآن ، ولا هو من أهله ، ومتى ما ادعى معرفة هذه الأقسام مدع بغير دليل ، فهو كاذب مرتاب ، مفتر على الله الكذب ورسوله ، ومأواه جهنم وبئس المصير) (١٠).
هذه هي الروايات التي أحببت أن أقدمها أمام تفسير سورة الفاتحة ، (إن صح إطلاق اسم التفسير على هذه المطالب). ولا أريد أن أضيف عليها شيئا.
__________________
(١٠) بحار الأنوار ج ٩٠ ص ٣ و ٤ ووسائل الشيعة ج ٢٧ ص ٢٠٠ و ٢٠١ وجامع الاخبار والآثار للأبطحي ج ١ ص ٥٣١ / ٥٣٢.