وأشد نهيا له عن
المنكر ، وأمرا له بالمزيد من المعروف. ثم يصبح دعاؤه مستجابا. بل قد يصبح المستحب
عنده واجبا ، والمكروه حراما ، والصغيرة من الذنوب يراها كبيرة. ثم يزداد تكاملا
ورقيا حتى يصبح يرى بعين الله ، وينطق بما يريده الله ، ويصير يومه أفضل من أمسه.
ويفهم بعمق مغزى قول علي عليهالسلام : من اعتدل يوماه فهو مغبون .
ويلحق من ثم
بدرجات الأولياء والأصفياء.
وهذا هو السير
الطبيعي الذي مر به الأنبياء والأوصياء ، فوصلوا إلى ما يريدون ، ونالوا ما يشتهون
بعلمهم وبجهدهم وجهادهم. وإن علمهم بالحلال والحرام تفسير القرآن ، وإن كان واحدا
، ولكنهم يتفاوتون في علمهم بملكوت الله سبحانه ، وبأسرار الخليقة. ويزدادون في
علمهم هذا ، كما جاء في بعض الروايات .
فالحاجة إلى هداية
الله وتسديده ، ومعونته وتوفيقه ، وفتح آفاق المعرفة بالله ، والالتذاذ بقربه ،
وإدراك ألطافه ، والتفاعل مع بركاته. هذه الحاجة مستمرة ومتجددة ، وتحتاج إلى
هداية بعد
__________________