(ولا يجب أن يشتمل
الزمان على ليل ونهار) وقد تكون القطعة طويلة وقصيرة. قال تعالى : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ
إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) . وقال : (وَإِنَّ يَوْماً
عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) .
واليوم الذي فيه
الليل والنهار هو اليوم الدنيوي. بل إننا حتى في اليوم الدنيوي نجد أماكن يكون
فيها الليل بمقدار ستة أشهر. بل قد يقال : إن بعض الأماكن لا تغيب عنها الشمس أبدا
، أو تغيب عنها بمقدار ساعة واحدة مثلا. فإذا أراد سكان تلك البلاد أن يمارسوا
عباداتهم من صوم وصلاة مثلا ، فإن عليهم أن يراقبوا حالة أقرب البلاد إليهم
ويعملوا على هذا الأساس.
ومن جهة أخرى فإن
لغة القرآن هي العربية ، وهي اللغة التي وضع الناس مفرداتها للدلالة على أمور حسية
في بداية الأمر ، ثم وضعوا ألفاظا للدلالة على المعاني القريبة من الحس. وهي التي
يتلمسون آثارها ، ويحسون بها. ثم بدأوا يتوسعون في استعمالاتهم لها إلى ما هو أبعد
وأدق ، وذلك بواسطة المجازات والكنايات والجري والانطباق ، والاستعارات ، وبواسطة
تركيب الألفاظ بطريقة معينة ، لتدل على المعاني المطلوبة. فاستعمال كلمة يوم في
__________________