ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند إذن رسول الله المعاول وقد قال الله عزوجل (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى)(١).
ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقربهما منه الأذى ، وما رعيا من حقه ما أمرهما به على لسان رسول الله أن الله حرم على المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء ، وبالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهته من دفن الحسن عند أبيه جائزا فيما بيننا وبين الله ، لعلمت أنه سيدفن وان رغم معطسك (٢).
وفي أصول الكافي عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول لما احتضر الحسن بن علي عليهماالسلام قال للحسين عليهالسلام : يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأحدث به عهدا ، ثم اصرفني إلى أمي فاطمة عليهاالسلام ثم ردني فادفني في البقيع ، واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعداوتها لنا أهل البيت فلما قبض الحسن عليهالسلام وضع على سريره وانطلق به إلى مصلى رسول الله صلى الله عليه
__________________
(١) الحجرات : ٣.
(٢) البحار ٤٤ : ١٤٣. الكافي ٢ : ٣٠٢ عنه أدب الحسين وحماسة : ٦٩.