مواطن نزوله ورحيله ، وكان عليهالسلام يشبّه شهادته بمقتل يحيى مقارنا حاله بحال يحيى وما يؤول إليه أمره.
روى علي بن الحسين عليهماالسلام قال : خرجنا مع الحسين بن علي عليهماالسلام فما نزل منزلا ، ولا رحل منه إلا ذكر يحيى بن زكريا ومقتله ، وقال : ومن هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل (١).
قوله تعالى :
(يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا.)
مريم الآية : ١٢.
عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال : إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم ، قال لأمير المؤمنين عليهالسلام فهذا يحيى بن زكريا ، قال : إنه أوتي الحكمة صبيا والحلم والفهم وإنه كان يبكي من غير ذنب. وكان يواصل الصوم قال له علي عليهالسلام لقد كان كذلك. ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطي ما هو أفضل من هذا إن يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ، ولا جاهلية ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الأوثان وحزب الشيطان. فلم يرغب لهم في صنم قط ولم ينشط لا عبادهم
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ٤ : ٣٥٥.