اختفت باختفاء رواتها ، ولا أدل على ذلك من محاولة سليم بن قيس الهلالي
حينما طورد من قبل الأمويين وحاول الحفاظ على ما لديه من مرويات ، وان كلفه ذلك
بالانتقال من الكوفة إلى أقاصي بلاد فارس ، حتى أودعه عند من يثق به لسلامة إيصاله
إلى الرواة والمحدثين.
إذن فموارد
التقية التي كان يستعملها أهل البيت عليهمالسلام في مروياتهم كثيرة ، وبالتأكيد فان ذلك سيكون مرده على
سلامة الرواية من الوصول إلى حملتها ومتلقيها دون مطاردة الأنظمة آنذاك ، وهذا
الأمر يشمل حتى من عاش من الأئمّة عليهمالسلام في فترة من حياتهم بمنأى عن مطاردة الحكام كالإمامين
الباقر والصادق عليهماالسلام ، فما بالك بالسيدة الزهراء التي كانت تمثّل المعارضة
بل المواجهة للنظام وبكل تحدياتها ومواقفها؟!.
وما بالك
بالإمام الحسن عليهالسلام الذي ألجأته الظروف السياسية غير العادلة إلى الهدنة
والتنازل عن الأمر ، مقابل حفظ البقية الباقية من شيعته وشيعة أبيه؟!.
بل ما بالك
بالإمام الحسين عليهالسلام الذي عرّى بثورته زيف النظام الأموي ، وهدّ عروش الحكم
المبني على القهر والغلبة والتسلط؟ أي أن الإمام الحسين عليهالسلام لم يتعرض إلى التصفية الجسدية هو وأهل بيته فحسب ، بل
تعرض إلى التصفية والتغييب الفكري الذي حاول الأمويون اتباعه في مطاردة حديثه وطمس
معالم مروياته ، وما وصل إلينا إلا القليل النادر.