النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو ديدن أهل البيت عليهمالسلام ، إذ لم تجد في العهد النبوي رواية للإمام علي عليهالسلام رواها في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي حضرته بل هناك لو وجد ، فانه لا يتعدى عن مورد الضرورة ، فضلا عن أن المسلمين يجعلون مرجعهم في الأحكام والتشريع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا حاجة بعد ذلك لتصدي أحد من المسلمين لرواية الحديث إلا على أساس موارد الاستثناء.
وهذا الأمر ينطبق تماما على سيرة الإمامين الحسنين عليهماالسلام.
ولعلنا نستطيع القول بعد ذلك : إن عصر ما بعد النبوة سيشهد رواية الحديث الفاطمي بكل تفاصيله ودقائقه إلا أن ذلك ـ وللأسف ـ لم يتم ؛ إذ الفترة التي عاشتها السيدة الزهراء ، عليهاالسلام من القصر لا يسمح لها أن تحدّث وتتصدى لرواية ما سمعته عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو ما تفقهته هي صلوات الله عليها لتبثه رواية وأحكاما ، فالأحداث المؤسفة التي أودت بحياة السيدة الزهراء عليهاالسلام كانت شاهدة على إدانة تلك الفترة الحالكة من الدسائس والمؤامرات التي كانت ضحيتها السيدة الزهراء وهي في عمر الثامنة عشرة حيث لم تمهلها هذه المدة القصيرة ، لكي تروي ما ادخرته من علوم فخسرتها الأمة.
والكلام يجري في مرويات الإمام الحسن عليهالسلام ، فان الفترة الحرجة التي عاشها الإمام وهو في خضم صراعه مع معاوية ، حتى أودت به محاولة