القادسيّة الالهيّة ، وارتفع عن وجه قلبه الحجب الظّلمانية أشرقت تلك الأنوار على مرآة قلبه الصّقيلة وانتقش فيها صور الأشياء على ما هي عليها من دون أن يقربه سهو أو نسيان أو غفلة ، وهذا هو المقصود بالصّلوة التّامّة عليه وآله صلىاللهعليهوآله والّا فمن البيّن أنّ مجرّد اجراء تلك اللفظة على اللّسان مع غفلة القلوب واحتجابها بالحجب الظلمانيّة عن الاستضاءة بالأنوار القدسيّة ليست صلاة تامّة.
الثّاني : في إقامة الحجّة على عصمة الأنبياء وأوصيائهم عليهم الصّلوة والسّلام ، والعمدة في ذلك إجماع أصحابنا الإماميّة المعلوم لنا تحقيقا ونقلا مستفيضا بل الحقّ على ما صرّح به غير واحد من الأصحاب انّه صار من ضروريّات مذهب الاماميّة ، بحيث يعرفه منهم كلّ من دخل في هذا المذهب ، بل يعرفه منهم المخالفون لهم ايضا حيث نسبوا في كتبهم الكلاميّة وغيرها إلى الاماميّة القول بلزوم العصمة من جميع الذّنوب صغائرها وكبائرها ومن السهو والنسيان والخطأ من أوّل العمر إلى آخره ، قبل النّبوة وبعدها ، ولذا رمت الاماميّة قول الصّدوق وشيخه ابن الوليد في جواز السّهو او الإسهاء عليهم بقوس واحدة بل تبرّأوا من هذا القول وهجروه ونسبوه إلى الشّذوذ والوهن النّاشي عن الاختلاط بالقميين الّذين يبالغون في نفي الغلوّ والارتفاع في حقّ الحجج عليهمالسلام ، حتّى أنّهم إذا رأوا واحدا من الّرواة يروون بعض مناقب الأئمّة وفضائلهم وغرائب معجزاتهم هجروه وتركوا حديثه ونسبوه إلى الغلوّ والارتفاع ، وهذا هو السبب الأقوى في تضعيف ابن الغضائري كثيرا من الثقات بل ربما يسري الوهم إلى غيره ، ولذا ضعّفوا محمّد بن سنان ، والمعلّى بن خنيس ، والمفضّل بن عمر الجعفي ، ونصر بن الصباح ،