والشيخ محمّد بن المشهدي في الثّناء على أهل البيت وفيها : «انّ لكم القلوب الّتي تولّى الله رياضتها بالخوف والّرجاء ، وجعلها أوعية للشكر والثّناء وآمنها من عوارض الغفلة ، وصفّاها من شواغل الفترة ، الزيارة (١).
ثمّ انّ السّبب في تحقّق العصمة لأهلها ما قيل من أنّ الله تعالى خلق الأشياء ، بفعله على حسب قوابلها لفعله ، بمعنى أنّه أحدث موادّها لا من شيء ، وصوّرها كما قبلت ، فمن لطفت مادّته ورقّت لشدّة نوريتها وقربها من المبدأ الفيّاض الّذي هو مشيّة الله وفعله ، تلاشت انّيتها وضعفت بحيث لا تكاد تنافي هيئة فعله ، فلا تبدو عنها هيئة تخالف هيئة فعله ، فلا يقع لها متعلّق اقتضاء غير ما اقتضته هيئة مشيّة ، فلا يريد ذلك المخلوق غير ما يريد خالقه كما قال تعالى : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) (٢) ، وهو معنى قول عليّ عليهالسلام : «فجعلهم ألسن إرادته» (٣) يعني أن ارادته تعالى تنطق بهم ، فقولهم قوله تعالى ، وفعلهم فعله عزوجل ، وهو معنى قولهم عليهمالسلام : نحن محالّ مشيّة الله (٤).
وفي زيارة الحجّة عجّل الله فرجه الّتي رواها أبو جعفر محمّد بن عثمان العمري : مجاهدتك في الله ذات مشيّة الله ، ومقارعتك في الله ذات انتقام الله ، وصبرك في الله ذو أناة الله ، وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته ، إلى أن قال : والقضاء؟؟؟ ما
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٠٢ ص ١٦٤.
(٢) سورة الإنسان : ٣٠.
(٣) بحار الأنوار ج ٩٧ ص ١١٤.
(٤) لم اظفر على مصدره ولكن بمضمونه رواية اخرى في البحار ج ٢٥ ص ٣٣٧ وهي : «قلوبنا أوعية لمشيّة الله ...»