القوى الشهوية ففي
حرمته تردّد .
قلت : والأظهر هنا
العدم بإطلاقه ، بل وفي ما كان عن بطر أيضا إلّا في موارد خاصّة ، ولتحقيق المسألة
مقام آخر.
وثانيا : أنّ صدق
اللهو بمجرّد صدق التلهّى وإن لم يكن لهوا بعيد جدّا ، ومع فرضه فالحكم غير منوط
به قطعا ، ولذا لم يقل أحد بأنّ الصوت الخالي عن الترجيع ، بل معه أيضا إذا كان في
غاية الكراهة والرداءة ، غناء ، أو أنّه حرام وإن لم يكن غناء ، لكونه صوتا لهويا.
لكنّه سلّمه الله
ملتزم به.
بل التحقيق أنّ
بين الصوت اللهوى والغناء عموم من وجه ، والقول بحرمة غير الثاني من الأوّل وحليّة
غير الأوّل من الثاني في غاية الغرابة.
وأغرب منه ما جعله
من تسويلات الشيطان ، فإنّ التفرّج والتنزّه ودفع الكسالة ببيت من الشعر ولو مع
عدم الترجيع وكراهة الصوت ممّا ليس به بأس قطعا.
إذا عرفت مواقع
عروض الشبهة في المسألة ودفعها ، وأنّه لا شبهة في حرمته ، وفي كونه من صفات
الأصوات ، فاعلم أنّه قد يعرّف بأنّه الصوت المطرب ، كما عن «الإيضاح» و «السرائر»
، بل في «القاموس» : أنّه من الصوت ما أطرب به ، وفي «الصحاح» : أنّه من السماع ،
وفي «المصباح» : أنّه مدّ الصوت والتطويل ، ومن شهادات «القواعد» وبعض كتب اللّغة
: أنّه ترجيع الصوت ومدّه ، وعن بعض كتب الأصحاب : أنّه مدّ الصوت المشتمل على
الترجيع المطرب ،
__________________