قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز [ ج ١٠ ]

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز [ ج ١٠ ]

تحمیل

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز [ ج ١٠ ]

304/749
*

مقداره كمقدار مدة خمسين ألف سنة مما يعد الناس وهو المقدار لغير الملائكة أي لو صعد فيها غير الملك والآية الكريمة فيها بيان ارتفاع تلك المعارج. يقال : رقي الرجل الجبل ـ يرقى ـ رقيا ورقيا وفي الجبل وإليه : بمعنى : صعد ومثله : ترقى الجبل وفيه وإليه : أي صعده وصعد فيه وإليه ومثله أيضا : ارتقى في السلم : أي ترقى بمعنى : صعد. ويقال : ارتقى الخطيب المنبر ارتقاء بمعنى : صعده. يروى أن عبد الملك بن مروان سأله ولده؟ ما الذي شيبك؟ فقال له : يا بني شيبني ارتقاء المنابر ومخافة اللحن. وعلى ذكر الارتقاء وردت أبيات للشاعر الحطيئة يصف بها صعوبة الارتقاء إلى الشعر فقال :

الشعر صعب وطويل سلمه

إذا ارتقى إلى الذي لا يعلمه

زلت به إلى الحضيض قدمه

والشعر لا يطيعه من يظلمه

يريد أن يعربه فيعجمه

ولم يزل من حيث يأتي يخرمه

وقد قيل عن هذا الشاعر : إنه ما مدح قوما إلا رفعهم وما هجا قوما إلا وضعهم وكان ذميم الشكل قبيح الوجه وقد هجا نفسه حين نظر إلى المرآة فقال :

أبت شفتاي اليوم إلا تكلما

بسوء فما أدري لمن أنا قائله

أرى لي وجها شوه الله خلقه

فقبح من وجه وقبح حامله

وقالت العرب في أمثالها عن الخائف : لا يجد في السماء مصعدا ولا في الأرض مقعدا.

ويقال : درج الصبي ـ الطفل ـ يدرج ـ دروجا .. من باب «قعد» بمعنى : مشى قليلا في أول ما يمشي ومنه «المدرج» المعروف أي الخاص بأرض المطار وهو على شكل مسطح فسيح وهو بفتح الميم والراء المخففة من درجت الطائرة ـ تدرج ـ دروجا .. وهو ما تفعله عند إقلاعها وهبوطها وهو المشي البطيء ولا نقول : مدرج ـ بتشديد الراء لأن هذه اللفظة تطلق على كل ردهة أو مكان صفت فيه المقاعد.

** (وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة المعنى يود الكافر لو يفتدي نفسه ببنيه وامرأته ـ زوجته ـ وأخيه. و «الصاحبة» مؤنث «الصاحب» وهو اسم فاعل للفعل «صحب» نحو : صاحبه مصاحبة وصحبه ـ يصحبه ـ صحبه وصحابة ـ بكسر الصاد وفتحها ـ من باب «سلم» بمعنى : لازمه ورافقه وعاشره فهو صاحب أي ملازم. قال ابن فارس وغيره : استصحبت الكتاب وغيره : بمعنى : حملته أو حمله صحبته أو جعله في صحبته. ويقال في النداء : يا صاح أي يا صاحبي وهو منادى مرخم مع أن القاعدة لا تجيز ترخيم الاسم المضاف إلا في هذه الحالة ـ أي النداء المضاف لأنه سمع من العرب مرخما وقد حذفت الياء من آخر «صاحبي» للترخيم. وتلفظ الكلمة بسكون الحاء «يا صاح» عند الوقت.

** (كَلَّا إِنَّها لَظى .. نَزَّاعَةً لِلشَّوى .. تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) : هذا القول الكريم هو نص الآيات الخامسة عشرة .. السادسة عشرة والسابعة عشرة .. وتدعوا : بمعنى : تجذب .. والشوى : جمع «شواة» وهي جلدة الرأس أي تدعو نار جهنم ذات اللهب من أعرض أي أدار ظهره للحق واعرض عنه عن الطاعة. وقيل : الشوى : بمعنى الأطراف أيضا أي نزاعة للأطراف وهي القوائم والجلود وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلا .. يقال : رماه فأشواه : إذا لم يصب مقتلا .. والدعوة هنا مجازية. وقيل : مجازا عن إحضارهم كأن النار تدعوهم فتحضرهم. وقيل : يجوز أن تكون الدعوة حقيقية أي يخلق الله سبحانه فيها كلاما أو يكون دعاء الزبانية وقيل : هي بمعنى : تهلك من أدبر عن الحق وتولى عنه.