وعرف المبرد المثل بقوله : المثل مأخوذ من المثال وهو قول سائر يشبه به حال الثاني بالأول والأصل فيه : التشبيه. وقيل : ما في القرآن الكريم آية تدل على أن الأرضين سبع إلا هذه .. وقيل : بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام .. والأرضون : مثل «السموات» وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : «إن نافع بن الأزرق سأله : هل تحت الأرضين خلق؟ قال : نعم. قال : فما الخلق؟ قال : إما ملائكة أو جن» والأرضون : جمع أرض. وقيل : في كل سماء وفي كل أرض يوجد خلق من خلقه سبحانه وأمر من أمره وقضاء من قضائه.
** (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) : في هذا القول الكريم قال عزوجل : «وأن الله قد أحاط ..» ولم يقل : وأنه .. لأن في التكرار تفخيما .. وقد استند إلى هذا القول الكريم وهو إن التكرار يفيد التفخيم أحد الشعراء الذي كرر اللفظة لهذا السبب في قوله :
لا أدري الموت يسبق الموت شيء |
|
نغص الموت ذا الغنى والفقيرا |
الشاعر هنا أظهر لفظة «الموت» الثانية في صدر البيت .. ولم يقل : «يسبقه شيء» لأن في التكرار تفخيما للموت .. وعلى ذكر «الفقير» فقد قيل : الفقير : هو من لا مال له ولا كسب يقع موقعا في حاجته .. مشتق من «الفقار» وهو سلسلة الظهر كأنه أصيب فقاره .. أما «المسكين» فهو من له كسب ولا يكفيه .. مشتق من السكون .. كأن العجز أسكنه .. وقيل العكس .. كما سمي السكين بذلك لأنه يسكن حركة المذبوح.
(فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) (٢)
(فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) : الفاء استئنافية. إذا بلغن : تعرب إعراب «إذا طلقتم» في الآية الكريمة السابقة والنون ضمير متصل ـ ضمير النسوة الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. أجل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هن» ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه بمعنى : إذا شارفن انقضاء العدة.
(فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. أمسكوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجار والمجرور «بمعروف» متعلق بأمسكوا أما «هن» فهو ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ في محل نصب مفعول به مبني على الفتح بمعنى : فراجعوهن بحسن معاشرة إن شئتم.