** (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الأولى بعد المائة. المعنى.. الخصلة أو المنزلة الحسنى وهي السعادة أو الجنة فحذف الموصوف «الخصلة.. المنزلة» وحلّت الصفة «الحسنى» محلها.
** سبب نزول الآية : قال ابن عباس : لما نزلت الآية : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ..) قال ابن الزبعري : عبد الشمس والقمر والملائكة وعزيز فكل هؤلاء في النار مع آلهتنا. فنزلت الآية : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ..) أي إنّ هؤلاء مبعدون عن جهنم فهم السعداء بسبب إيمانهم الحق وإحسان طاعتهم لعملهم بعمل أهل الجنة ولأن كلمة «ما» في «وما تعبدون» لا تشمل العقلاء.
** (إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الرابعة بعد المائة وحذف مفعول «فاعلين» اختصارا أي فاعلين ذلك بمعنى إنّا كنّا قادرين على أن نفعل ذلك أي ما وعدناكم به.
** (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة بعد المائة.. المعنى : ولقد كتبنا في الزبور المنزل على داود من بعد التوراة. و «الزبور» هو كتاب داود.. وكل كتاب يسمّى زبورا.. مأخوذ من زبرت الكتاب ـ أزبره ـ زبرا.. بمعنى كتبته والفعل من باب «قتل» وهو فعول بمعنى مفعول.. مثل «رسول» بمعنى «مرسل» وجمعه : زبر بضم الياء والزاي. و «الزبر» بفتح الزاي وسكون الباء هو الكتابة.
** (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) : قيل : المعنى : ولقد كتبنا في كتاب داود المنزل عليه من بعد التوراة أو من بعد اللوح المحفوظ أنّ الأرض المقدسة يرثها محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأمته لعمارتها والقيام بخلافة الله فيها.. وسمّى الله تعالى محمدا وأمته بعباده الصالحين..
** (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة بعد المائة.. والإشارة إلى المذكور في هذه السورة من الأخبار والوعد والوعيد والمواعظ البالغة.. و «البلاغ» هو الكفاية وما تبلغ به البغية.. وحذف مفعول «عابدين» اختصارا لأنه معلوم أي عابدين الله الحق لا عابدين لأهوائهم.. كما حذف النعت أو البدل المشار إليه اختصارا أي إنّ في هذا القرآن.. أو المذكور من الأخبار.
(إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ) (١٠٦)
(إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور في محل رفع خبر «إنّ» المقدم. اللام لام التوكيد المزحلقة. بلاغا : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(لِقَوْمٍ عابِدِينَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بلاغا». عابدين : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.