سورة المؤمنون
معنى السورة : المؤمنون : جمع «مؤمن» وهو اسم فاعل للفعل «آمن» ومثله : أمن فهو آمن.. نحو : أمنه : أي وثق به.. وهو من باب «فهم وسلم» والمصدر : أمان وأمانة وأمنة وبمعنى : اطمأنّ. و «المؤمن» هو المصدّق.. وهو خلاف ـ أي ضد ـ الكافر.. أمّا «الإيمان» فهو التصديق مطلقا وهو نقيض الكفر ويجمع «المؤمن» على «مؤمنين» وهو جمع مذكر سالم. و «المؤمن» من أسماء الله الحسنى فالله تعالى هو «المؤمن» لأنه آمن عباده من أن يظلمهم. و «الأمين» هو المأمون.. وتطلق هذه اللفظة على بيت الله الحرام قال تعالى في سورة «التين» : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) قال الأخفش : يريد : البلد الآمن وهو من «الأمن» قال : وقيل «الأمين المأمون».
تسمية السورة : لقد كرّم الله سبحانه المؤمنين فسمّى احدى سور القرآن الكريم باسمهم لأنهم رجال ذوو إيمان ثابت وراسخ برسل الله تعالى وملائكته الأطهار وكتبه الكريمة وسمّاهم سبحانه بالأخوة في قوله في سورة «الحجرات» : «إنما المؤمنون إخوة» سمّوا إخوة لأن النبي محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هو أبو المؤمنين في الدين.. وكل نبيّ هو أبو أمته.. ولذلك صار المؤمنون إخوة. وسمّي أزواج الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أمّهات المؤمنين لأنّ الله تعالى حرم زواجهن على الأمة.
فضل قراءة السورة : قال النذير الهادي الرسول الكريم محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : من قرأ سورة «المؤمنون» بشرته الملائكة بالروح والريحان وما تقرّ به عينه عند نزول ملك الموت صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ و «الروح» هو نسيم الريح الطيب ومن معانيه : الراحة.. الرحمة.. سمّيت بذلك لأن الروح والراحة بها.. أما «الريحان» فهو نبات طيب الرائحة.. ومن معانيه : المعيشة والرزق. وقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «وما تقرّ به عينه» معناه : ما تتشوّق إليه عينه.. من قرّت عينه : بمعنى : بردت سرورا وجفّ دمعها أو برد دمع العين.. وهو كناية عن