يا عليُّ ، شرُّ الناسِ مَن اتَّهَمَ اللّهَ في قضائِه (١٨٠).
______________________________________________________
مضافاً إلى أنّه لا يؤخّرهم حساب أموالهم عن الجنّة.
ففي حديث ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ فقراء المسلمين [ المؤمنين ] يتقلّبون في رياض الجنّة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً (١) ، ثمّ قال : سأضرب لك مثل ذلك ، إنّما مثل ذلك مثل سفينتين مرّ بهما عاشر فنظر في إحديهما فلم يرَ فيها شيئاً فقال : اسربوها (٢) ، ونظر في الاُخرى فإذا هي موقورة (٣) فقال : إحبسوها » (٤).
(١٨٠) فإنّ من الصفات الحسنة للمؤمن أن يرضى بقضاء الله تعالى ولا يتوهّم أنّه لو لم يُجر الله قضاءَه لكان خيراً له فإنّ الله الخبير هو الذي يعلم خير عبده وما يصلح لعبيده ، وليس العبد بأعلم من الله أبداً.
وفي حديث ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لشيء قد مضى ، لو كان غيره » (٥).
وفي حديث ابن سنان ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلت له ، بأي شيء يعلم المؤمن بأنّه مؤمن؟ قال : بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط (٦).
__________________
١ ـ الخريف سبعون سنة كما في معاني الأخبار ، ص ٢٢٦.
٢ ـ أي خلّوها واتركوها تذهب.
٣ ـ أي مملوءة.
٤ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ، ح ١.
٥ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ١٣.
٦ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٢.