يا علي : موتُ الفجأةِ راحةٌ للمؤمن ، وحسرةٌ للكافر (١٧٦).
يا علي : أوحى اللّهُ تباركَ وتعالى إلى الدنيا اخدمي من خَدَمني ، وأتعبي من خدَمك (١٧٧).
يا عليُّ : إنّ الدنيا لو عَدَلَت عندَ اللّهِ تباركَ وتعالى جناحَ بعوضة لما سقى الكافرَ منها شربةً من ماء (١٧٨).
يا عليُّ : ما أحد من الأوّلينَ والآخرينَ إلاّ وهو يتمنّى يومَ القيامةِ لم يُعْطَ من الدنيا إلاّ قُوتاً (١٧٩).
______________________________________________________
(١٧٦) فإنّ المؤمن مستعدّ للموت قادم على ربّ كريم فيستريح من همّ الدنيا وغمّها ونَصَبها وتعبها وسكرات الموت فيها ، بينما الكافر لم يُعدّ زاده للآخرة ولم يُقدّم لنفسه التوبة فيتحسّر ويتأسّف لفوت نعيم دنياه والقدوم على عذاب اُخراه.
(١٧٧) فإنّ من المجرّب المحسوس أنّ مَن كان توجّهه إلى عبادة الله تعالى أتته الدنيا راغمةً ، وأن كان همّه الدنيا فقط لم يكن نصيبه إلاّ تعباً.
(١٧٨) وهذا يفيد هوان الدنيا وضعتها عند الله تعالى.
وفي حديث جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « مرّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بجَدْي أسك (١) ملقىً على مزبلة ميّتاً فقال لأصحابه ، كم يساوي هذا؟ فقالوا ، لعلّه لو كان حيّاً لم يساو درهماً ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والذي نفسي بيده الدنيا أهون على الله من هذا الجَدْي على أهله » (٢).
(١٧٩) وذلك لأجل أنّه بقدر ما يؤتون في الدنيا ينقص من حظّهم في الآخرة ،
__________________
١ ـ الجدي هو ولد المعز في السنة الاُولى ، والأسك بمعنى مقطوع الاُذنين.
٢ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٢٩ ، ح ٩.