يا عليُّ ، أنينُ المؤمنِ تسبيح (١٨١) ، وصياحُه تهليل ، ونومُه على الفراشِ عبادة ، وتقلّبهُ من جَنب إلى جَنب جهادٌ في سبيل اللّه ، فإن عُوفِيَ مشى في الناسِ وما عليهِ من ذنب (١٨٢).
يا عليُّ ، لو أُهدي إليَّ كُراعٌ (١٨٣) لقَبِلْتُه (١٨٤) ، ولو دُعِيتُ إلى كُراع (١٨٥) لأجبتُ.
______________________________________________________
(١٨١) أي أنينه في المرض .. بقرينة قوله بعده ، « فإن عوفي .. » والأنين هو الصوت المنبعث من الإنسان من ألم.
(١٨٢) وقد عقد العلاّمة المجلسي قدسسره في بحار الأنوار باباً في فضل العافية والمرض في كتاب الطهارة (١) ، ومن ذلك حديث الإمام الصادق عليهالسلام ، « انّ العبد إذا مرض فأَنَّ في مرضه ، أوحى الله تعالى إلى كاتب الشمال ، لا تكتب على عبدي خطيئة ما دام في حبسي ووثاقي إلى أن أُطلقه ، وأوحى إلى كاتب اليمين ، أن اجعل أنين عبدي حسنات ».
(١٨٣) الكراع بضمّ الكاف والجمع أكرع هو مستدقّ الساق من البقر والغنم.
(١٨٤) في مكارم الأخلاق ، « لقبلت » ولعلّه الأصل الأصحّ لأنّ الكراع مؤنث (٢) فلا يقال لقبلته بل لقبلتها.
(١٨٥) بالمعنى المذكور .. وإحتمل معنى كُراع الغميم وهو موضع بين مكّة والمدينة وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال (٣) ، فيكون المعنى لو دعيت إلى كراع الغميم مع بُعده لأجبت.
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٨١ ، ص ١٧٠ ـ ٢٠١ ، الأحاديث.
٢ ـ مجمع البحرين ، ص ٣٩٠ ،.
٣ ـ معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٤٤٣.