فشُحٌّ مُطاع (١٣٦) ، وهَوىً مُتّبع (١٣٧) ،
______________________________________________________
(١٣٦) الشُحّ ، بضمّ الشين هو البخل مع الحرص فيكون أشدّ من البخل ، لأنّ البخل يكون في المال بينما الشحّ يكون في المال وفعل المعروف ، ومنه قوله تعالى : ( أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ) (١) ، وعليه فالشحّ هو اللؤم وكون النفس حريصة على المنع (٢) ، والشحّ المطاع هو اللؤم في النفس يطيعه الإنسان ويعمل به .. وأمّا إذا خالفه فهو من الطاعات.
(١٣٧) أي ما تميل إليه النفس وتحبّه ، يطيعه الإنسان ويعمل به فيكون هوىً متّبعاً وهو يصدّ عن الحقّ ويضلّ عن سبيل الله تعالى .. والهوى ، ميل النفس إلى الشهوة ، ويقال ذلك للنفس المائلة إلى الشهوة ، وقيل ، سمّي بذلك لأنّه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كلّ داهية وفي الآخرة إلى الهاوية .. (٣).
وقد عقد له ثقة الإسلام الكليني قدسسره باباً في أحاديثه فلاحظ (٤).
واعلم أنّه قد أوضح العلاّمة المجلسي (٥) ، أنّ ما تهواه النفس ليس كلّه مذموماً وما لا تهواه النفس ليس كلّه ممدوحاً ..
بل المعيار هو أنّ كلّ ما يرتكبه الإنسان لمحض الشهوة النفسانية واللذّة الجسمانية والمقاصد الدنيوية الفانية ولم يكن الله مقصوداً له في ذلك بل كان تابعاً للنفس الأمّارة بالسوء فهو من الهوى المذموم ..
__________________
١ ـ سورة الأحزاب ، الآية ١٩.
٢ ـ مجمع البحرين ، مادّة شحح ، ص ١٨٠.
٣ ـ المفردات ، ص ٥٤٨.
٤ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٥ ، باب اتّباع الهوى.
٥ ـ مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٣١١.