والمشيُ في خُفّ واحد ، والرّجلُ ينام وحدَه (١٠٧).
يا علي ، ثلاثٌ يحسن فيهنّ الكذب ، المكيدةُ في الحرب ، وعِدَتُك زوجتَك ، والإصلاحُ بينَ الناس (١٠٨) ،
______________________________________________________
(١٠٧) جاء هذا الحديث في فروع الكافي (١) أيضاً في باب كراهية أن يبيت الإنسان وحده وهذه الخصال منهيٌّ عنها لعلّة مخوفة وجاء في نظيره من أحاديث الباب بيان أنّ الشيطان أسرع ما يكون إلى الإنسان وهو على بعض هذه الحالات .. وأنّه يهمّ به الشيطان.
(١٠٨) فإنّه وإن كان أصل الكذب من المعاصي الكبائر بل ممّا عدّ من مخرّبات الإيمان إلاّ أنّه استثنيت هذه الموارد الثلاثة لما لها من أهميّة المصلحة وأقوائية الملاك وإرتكاب أقلّ القبيحين عند التزاحم فيتغيّر حكمه وتزول حرمته ويحكم العقل بحسنه ويرفع الشارع عقوبته.
فيكيد في الحرب لنصرة الدين ، ويُعِد زوجته ليرضيها ولا يفي بوَعده ليتخلّص من الحرام أو الإسراف ، ويكذب للإصلاح بين المؤمنين.
وجاء في اُصول الكافي (٢) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، « كلّ كذب مسؤول عنه صاحبه يوماً إلاّ في ثلاثة » ؛ وعدّ هذه الموارد وأفاد في مرآة العقول (٣) ، انّ مضمون هذا الحديث متّفق عليه بين الخاصّة والعامّة .. ثمّ نقل عن بعض الإتيان بالكذب في هذه الموارد بصورة التورية مثل أن يعد زوجته بأن يفعل لها ويحسن إليها بنيّة أنّه إن
__________________
١ ـ فروع الكافي ، ج ٦ ، باب كراهية أن يبيت الإنسان وحده ... ، ص ٥٣٣.
٢ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٣٤٢ ، باب الكذب ، ح ١٨.
٣ ـ مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٣٤١.