أو تزوّدٌ لمعاد (٦٥) ، أو لذّةٌ في غير مُحَرَّم.
يا علي ، ثلاثٌ من مكارمِ الأخلاق في الدنيا والآخرة (٦٦) ، أن تعفَو عمّن ظَلَمك ، وتصلَ من قطعكَ ، وتَحْلُم عمّن جَهِلَ عليك.
يا علي ، بادر بأربع (٦٧) قبل أربع ، شبابَك قبل هرمِك ، وصحّتَك قبل سُقمِك ، وغناكَ قبل فَقرِك ، وحياتَك قبل موتِك.
يا علي ، كره اللّه عزّوجلّ لاُمّتي (٦٨) ...
______________________________________________________
(٦٥) أي حمل الزاد للمعاد والعمل لثواب الآخرة ، وخير الزاد للدار الاُخرى هو التقوى.
(٦٦) أي من محاسن الأخلاق والسجايا والطبايع الطيّبة التي تكون عزّةً للإنسان في الدنيا ومثوبةً في الاُخرى.
(٦٧) من المبادرة بمعنى المسارعة أي سارع فيها واغتنمها وإسع للخير فيها قبل أن تأتي الاُمور التي لا يمكن السعي للخير فيها .. فالعقل يدعو إلى إنتهاز الفرصة وعدم تأخير عمل الخير لحظة .. فانّه قد يحصل المانع وتعرض الطوارىء لذلك ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليهالسلام ، « إذا هممت بخير فبادِر فإنّك لا تدري ما يَحدُث » (١).
(٦٨) يقال : كره الأمر كراهة فهو كريه مثل قبيح وزناً ومعنىً ، والشيء المكروه هو ضدّ المحبوب .. والمكروه هنا أعمّ من أن تكون فيه مفسدة فيحرم ، أو فيه حزازة فيكره إصطلاحاً ، فبعض ما ذكر هنا محظور وبعضه مكروه بالإصطلاح الفقهائي .. وكلّها يكرهها الله تعالى لما فيها من فساد أو سوء.
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٤٢ ، باب تعجيل فعل الخير ، ح ٣.