ولا غائبَ أقربُ من المَوت (١٧) ، ولا شفيعَ أنجحُ من التَّوبة (١٨).
______________________________________________________
(١٧) فإنّ الموت غائب يأتي لا محالة ، وأجَلٌ يعرض في كلّ حالة ..
وقد يأخذ الإنسان بكلّ سرعة ، ويخطفه على حين غِرّة ..
قال أمير المؤمنين عليهالسلام ، « الموت طالب ومطلوب ، لا يعجزه المقيم ، ولا يفوته الهارب ... » (١).
فينبغي الإستعداد لهذا الغائب بتوفيق الله تعالى بما أمر به مولى الموحّدين عليهالسلام في حديث الإمام العسكري ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام ، « ما الإستعداد للموت؟ قال : أداء الفرائض ، وإجتناب المحارم ، والإشتمال على المكارم .. ثمّ لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه ... » (٢).
وتلاحظ مفصّل أحاديث الموت في البحار (٣).
(١٨) وردت هذه الفقرة في وصيّة أمير المؤمنين عليهالسلام أيضاً في تحف العقول (٤).
فالتوبة من الذنب أنجح وسيلة شافعة إلى الله تعالى للمؤمن.
حيث أمر بها الله تعالى في مثل قوله عزّ إسمه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللّهِ تَوْبَةً نَّصُوحا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكفِّرَ عَنكُم سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهَارُ ) (٥).
ففي النبوي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، « ليس شيء أحبّ إلى الله تعالى من مؤمن تائب ، أو مؤمنة
__________________
١ ـ أمالي الشيخ الطوسي ، ص ٢١٦ ، مسلسل ٣٧٨.
٢ ـ أمالي الصدوق ، ص ٦٧.
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ١٤٥ ، باب ٦ ، و ج ٧١ ، ص ٢٦٣ ، باب ٧٩ ، الأحاديث.
٤ ـ تحف العقول ، ص ٩٣.
٥ ـ سورة التحريم ، الآية ٨.