يا علي ، وللعاقلِ ستّةُ خصال ، الصبرُ على البَلاء ، والإحتمالُ للظُّلم (١٩) ، والعطاءُ من القليل (٢٠) ، والرضا باليَسير (٢١) ، والإخلاصُ بالعَمَل (٢٢) ، وطلبُ العلم (٢٣).
يا علي ، وللمؤمن أربعُ خصال ، طولُ السُكوت (٢٤) ،
______________________________________________________
تائبة » (١).
وتلاحظ تفصيل بيان أحاديث التوبة في البحار (٢) فراجع ، وسيأتي معنى التوبة وحقيقتها في نفس هذه الوصيّة عند ذكر خصال التائب.
(١٩) أي تحمّله والصبر عليه بواسطة إحتسابه عند الله تعالى.
(٢٠) بأن يكون له عطيّة الخير ، وإن كان قليل ذات اليد.
(٢١) أي القناعة باليسير من الحلال ، ومن رضى باليسير من الحلال خفّت مؤونته ، وتنعّم في أهله ، وبصّره الله داء الدنيا ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام (٣).
(٢٢) إذ هو الذي يوجب قبول العمل وفوز العامل.
(٢٣) فبطلب العلم يكون عارفاً بالحلال والحرام ، وسالكاً طريق الله العلاّم ، وناجياً في الدنيا والآخرة .. وهو من كمال العقل ، والعقل الكامل.
فتكون هذه الصفات الستّة الحسنة من مميّزات العقلاء .. ومن كان جامعاً لهذه الخصال كان عاقلا في نفسه ، ومسترشداً بعقله.
(٢٤) فإنّ السكوت في محلّه نجاة من الشرّ ، وإحتراز عن الذنب ، وتفكّر في
__________________
١ ـ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٤٧٦.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ١١ ـ ٤٨ ، باب ٢٠.
٣ ـ مجمع البحرين ، مادّة رضا ، ص ٣٨.